St Cyprian of Carthage
قبريانوس او كبريانوس 200 – 258، اسقف قرطاجنة في تونس
(Cyprian وينطق في الغرب سبريان ) : ولد القديس الشهيد قبريانوس الأمازيغي في أفريقيا الشمالية في القرن الثالث الميلادي. وعرف بكونه كثير الدفاع عن المسيحية، وفي المقابل عرف بعدائه الشديد للنحل المخالفة لملته وتصديه للعقائد الضالة التي تتنافى مع الديانة الإنجيلية ذات الطابع ¨المسيحي، ومن أهم مصنفاته الفكرية والدينية كتابه في¨ الرد على اليهودية والاحتجاج للمسيحية.
لم تمض على أسقفية كبريانوس أكثر من عامين حتى شب إضطهاد هائل، يختبر صحة كنيسة أفريقيا الأدبية والروحية، حيث صدر، مرسوم إمبراطوري سنة 250م بالقضاء على المسيحية
ومن جراء هذا الإضطهاد المروع لجأ القديس كبريانوس إلى مأوى يمكنه أن يواصل منه تدبير كنيسة قرطاجنة ، وظل يقود الكنيسة من مخبئه ويكتب الرسائل وهو غائب عنها بالجسد.
أُثير الإضطهاد على المسيحيين في عهد هذا القديس مرتين: الأولى بأمر الإمبراطور داكيوس عام 250م والثانية بأمر الإمبراطور فاليريان عام257م، وكان كبريانوس يرى عظم الفائدة الروحية للمؤمنين من هذه الإضطهادات، إذ أنه أعتبر أن السلام الذي كانت الكنيسة قد تمتعت به قد أضعف روح التيقظ والمجاهرة بالإيمان عند الكثيرين بما فيهم حديثي الإيمان، ودب في قلوب الجميع إرتخاء روحي، لذلك لما أُمتحنت فضائلهم في محنة الإضطهاد الأول أعوزت الكثير منهم الشجاعة ليواجهوا المحاكمات.
في محنة الإضطهاد الثاني عام 257م صدر مرسوم بإعدام رجال الدين المسيحي، وعندما سمع الحاكم الروماني لشمال إفريقيا بأمر فاليريان الإمبراطور، أمر بالقبض على كبريانوس الأسقف الذي أعلن أنه مسيحي وأسقف وكانت الشرطة تريد أن تنقله إلى أوتيكا عند الوالي، إلا أن كبريانوس أراد أن يعلن إيمانه حيث موطن جهاده بقرطاجنة حيث تم القبض عليه وإحتشدت الجموع ليحوطوا أسقفهم بصلواتهم ووفائهم.
وبعد القبض عليه قضى كبريانوس مدة سنة في المنفى، ثم أكمل شهادته بقطع رأسه، وفي أثناء نفيه كتب الكثير عن الإستشهاد من خلال معايشة حية، على نحو يخزي هؤلاء الذين إفتروا عليه في هروبه أثناء الإضطهاد الأول.
وبعد سنة من النفي أعادته السلطات المدنية إلى قرطاجنة، حيث ثبت وجهه نحو يوم عرسه وإكليله الذي كان يقترب منه بسرعة،فكان يزداد لهفة وإشتياقًا لأن يموت داخل المدينة التي كان يرعاها حتى يكمل خدمته الأسقفية بختم دمه المسفوك.