آمون وعبادات الليبيين الامازيغ القديمة

ظهرت الحملان والثيران التي تحمل قرص الشمس على قرونها في أمكنة كثيرة من شمال إفريقيا، ولكن رسومات الحملان هي الأكثر انتشارا في الساحل والصحراء، مع تركّزها بعدد أكبر في الأطلس الصحراوي؛ وتعود رسومات المقادس القديمة إلى 5000 ق.م، وإن كنا لا نستطيع تحديد ما إذا كانت هذه المقادس قد تحولت إلى معابد دائمة، أم أنها قدّست كأنصاب فقط بهذه الرسومات التي يسود الاعتقاد بأنه كانت ترمز لعبادة الشمس، أو أنها مثّلت قرابين سيقت إلى الآلهة.
إننا مقابل ذلك نجد أن تصوير كباش آمون في مصر يعود إلى 2000 ق.م. بينما يعود به البعض إلى 1800 ق.م. وبالرغم من عدم وضوح البانثيون الليبي بشكل كامل إلا أن ذلك لا يمنعنا من القول إن عبادة آمون قد كانت منتشرة بين الليبيين الشرقيين في أثناء إقامة معبد سيوة في عهد الملك أحمس أشهر ملوك الأسرة السادسة والعشرين (663 - 525 ق.م)، وظهور معبد أوجلة بعد ذلك يمهّد للقول إن عبادة آمون كانت تتبوأ مكانة كبيرة بين عبادات الليبيين القديمة، وهو ما نكتشفه أيضا من تجلي آمون في الإله الصحراوي "قرزل".
يلقي هيرودوت في الكتاب الرابع من التاريخ العام بعض الضوء على عبادات الليبيين القديمة، فهو يشير إلى تقديس آمون وإيزيس، وإلى الأصل الليبي لبوسيدون وسث، ويقول في موضع آخر عن القبائل الليبية إنهم: «يقدمون القرابين للشمس وللقمر اللتين يشترك في عبادتهما الليبيون جميعا»، بل إنهم لم يكونوا يقدمون القرابين لغير الشمس والقمر، باستثناء المقيمين عند بحيرة تريتونس الذين يقدمون القرابين لأثينا /تانيت) وبوسيدون.
وفي ترهونة وجدت لوحات صخرية بلغ عددها الخمسون حسب رواية مراقب آثار ترهونة تصور الكبش الذي يحمل على قرنيه الدائرة، ونحن نتحسر لعدم وجود دراسات منشورة حول هذا الموقع الأثاري المهم الذي سيلقي الضوء على المعتقدات الدينية الليبية فيما قبل التاريخ.
أما في العصور التاريخية فهناك إشارات متعددة في المكان والزمان إلى الطقوس المقترنة بتقديم الأضاحي ووصف الكبش الليبي في أدبيات الإغريق (البرغوتي ص 221)، وطقوس الإله آمون والكبش: قربانه المقدس. 
حيث اخترقت أساطير هذا الإله الليبي الامازيغي – الموغل في القدم – كل الثقافات.
التعليقات
0 التعليقات

Enregistrer un commentaire

جميع الحقوق محفوظة تاريخ المغرب القديم ©2015| ،.Privacy-Policy| إتفاقية الإستخدام